Tunisie

بيان قيس سعيد عن الصلح الجزائي بمثابة رفع المصاحف على أسِنَّة الرماح؟؟ – Actualités Tunisie Focus

في أحدث بلاغ صدر عن الرئاسة أوضح رئيس الجمهورية أن أبواب الصلح فُتّحت من جديد أمام من أراد جادا أن يعيد للشعب التونسي أمواله (وألا يتخذ الأمر كما اتخذه في السابق هزؤا وعليه بعد الجنوح إلى الصلح أن يتبع صراطا سويا.)

وتشير العبارة التي نقلناها كما هي إلى أن الخطاب الرئاسي في حديثه عن الصلح الجزائي يستخدم عن قصد البلاغة القرآنية، فعبارة (اتخذه هزؤا) ذكرت في مواضع متعددة من القرآن مقترنة بالويل والثبور (وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا شَیۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ)، وتحيل عبارة الجنوح إلى الصلح على آية من سورة الأنفال ( وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ). أما الصراط فقد ذكر في عدة مواضع موصوفا بالمستقيم ولم يذكر الا في سورة مريم صراطا سويا (یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی قَدۡ جَاۤءَنِی مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ یَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِیۤ أَهۡدِكَ صِرَ ٰ⁠طࣰا سَوِیࣰّا)

لم يسبق في التاريخ الوطني أن التبس الخطاب السياسي بالنص القرآني على هذا النحو.. وهو أمر من الخطورة بمكان لا سيما بالنظر الى السياق الراهن وما يكتنفه من استعدادات لخوض غمار الانتخابات، أفلا يبدو ذلك بمثابة رفع المصاحف على أسنة الرماح؟؟

عامر بوعزة