Tunisie

استشهاد مصوّر قناة الجزيرة سامر أبو دقة متأثرا بإصابته – Actualités Tunisie Focus

استشهد مصوّر قناة الجزيرة سامر أبو دقة مساء الجمعة 15 ديسمبر متأثرا بإصابته بعد استهدافه في موقع عمله أثناء تغطيته قصف الاحتلال مدرسة فرحانه في مدينة خانيونس بقطاع غزة عشية اليوم

واستشهد 3 من رجال الدفاع المدني خلال محاولتهم إنقاذ أبو دقة، حيث تعمد جيش الاحتلال عرقلة وصول فرق الإسعاف إليه وتركه ينزف لنحو 6 ساعات حتى فارق الحياة شهيدا

كما أُصيب مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، مرافق الشهيد أبو دقة، في العملية نفسها، وهو يتلقى العلاج ووضعه مستقر

وباستشهاد مصوّر الجزيرة، يرتفع عن الشهداء من العاملين في المجال الصحفي في الأراضي المحتلة إلى أكثر من 80 شهيدا منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من 7 أكتوبر الماضي، فضلا عن فقدان أكثر من 300 شخص من عائلات الصحفيين في القطاع

جريمة اغتيال

وأصيب الشهيد أبو دقة وظل ملقى على الأرض ينزف ومحاصرا في محيط المدرسة، دون أن تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليه وإجلائه، فيما تمكن زميله الدحدوح من التحامل على جروحه والسير على قدميه لمئات الأمتار للوصول إلى أقرب سيارة إسعاف

وفي شهادته على الجريمة، قال الدحدوح إن « استهدافهما جرى بعد مرافقتهما سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة محاصرة »، مضيفا أنهم رافقوا سيارة الإسعاف، وقاموا بتصوير حالة الدمار الكبيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي، وتمكنوا من الوصول إلى مناطق لم تصلها أي عدسة كاميرا من قبل، وحتى الطوارئ والإسعاف لم يصلا إليها

وبعد إنهاء التصوير رجع الدحدوح وفريقه من المهمة الصحفية سيرا على الأقدام، لأنه ليس بمقدور السيارات الوصول إلى تلك الأماكن بسبب الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي

ويتابع الدحدوح : في طريق العودة حصل شيء ما فجأة.. فقط شعرت أن شيئا كبيرا حدث وأسقطني على الأرض، وسقطت الخوذة والمايك، وحاولت أن أستجمع قواي، وبالكاد تمكنت من الوقوف، وشعرت بدوار ودوخة

وقال الدحدوح إنه « انتبه إلى وجود نزيف حاد في كتفه وذراعه »، ورغم ذلك اضطر إلى السير شيئا فشيئا، وقطع مئات الأمتار حتى وصل إلى نهاية شارع حيث عثر على رجال من الدفاع المدني الذين ساعدوه، ويضيف أنه طلب منهم العودة لإنقاذ سامر الذي كان يصرخ لكن المسعفين أخبروه أن عليهم المغادرة، لأن الوضع صعب جدا، وسيرسلون له سيارة أخرى

وأكد أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت إنقاذ الزميل أبو دقة الذي استشهد إثر استهدافه عن عمد

وقالت قناة الجزيرة إن طواقمها مستهدفة من قبل الاحتلال، بعد استشهاد عدد من العاملين لديها وأفراد عائلاتهم

سيرة ومسيرة

ولد سامر أبو دقة في العام 1978 في بلدة عبسان الكبيرة، وهي إحدى بلدات شرق مدينة خان يونس، والتي يشتهر سكانها بالعمل في مهنة الزراعة، وعائلته إحدى أشهر عائلات هذه البلدات، ولها نصيب وافر من الشهداء والجرحى في كل الحروب الإسرائيلية على غزة

متزوج وهو أب لـ3 أولاد وبنت يقيمون مع والدتهم في بلجيكا، وبحسب مقربين من أبو دقة، فإنه حصل على موافقة « لم شمل » للالتحاق بأفراد أسرته والإقامة معهم في بلجيكا، وكان يخطط للسفر إليهم بعد توقف الحرب الإسرائيلية على غزة

والتحق الشهيد بالعمل في الجزيرة مصورا وفني مونتاج في العام 2004، ويتمتع بعلاقات طيبة مع زملائه الذين أصيبوا بالصدمة لرحيله في عملية اغتيال غادرة

وضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور أبو دقة مع منشورات مؤثرة لأصدقاء وزملاء له ينعونه ويعددون مناقبه، كما حرص كثيرون على إعادة نشر أغنية يؤديها زين نجل سامر، ويعبر في كلماتها عن اشتياقه إلى والده والحنين لرؤيته

كما أعاد صحفيون نشر مقطع مصور يظهر فيه سامر متأثرا للغاية والدموع في عينيه وهو ينعى زميله مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي محمد أبو حطب الذي استشهد برفقة أسرته في غارة جوية دمرت منزلهم في مدينة خان يونس