Tunisie

تكريم الأستاذ منجي باوندي الحائز على جائزة نوبل للكيمياء 2023…مُستحق لكن – Actualités Tunisie Focus

أنا وبصدق أسعدُ لكل تميّز علمي في العالم و في اي جامعة وفي أي مركز بحث لأني أومن أن تقدم العلوم ومهاما كان وأين المساهمون فيه يخدم الإنسانية جمعاء ونحن في عالم العرب و المسلمين نعيش ونتمتع بما قدمته عقول علماء العالم ومخترعيهم من كل الجنسيات و الديانات

لكن ما يزعجني ، ذاك النفاق و السلوك المتناقض عندنا نحن التونسيين والعرب عامة ، ازاء من يتميّز منّا في جامعاتنا ومراكز بحوثنا ، فهو امّا بالتبخيس أو التّجاهل للأفراد والمؤسسات وخاصة اهمال المتفوقين وعدم توفير الأطر والظروف الضرورية ليبدع المتميزون و ليفتقوا طاقاتهم ويكونوا نبراسا للطلبة و الناشئة وقاطرة لتقدم الاقتصاد و المجتمع، بل الأفدح هو أن نفوّت فيهم وندفعهم دفعا للهروب للخارج تستفيد من مؤهلاتهم الجامعات و مراكز البحوث في الدول المتقدمة واقتصادياتها. اسألوا مثلا عن أجرة الاطار الجامعي من اساتذة و باحثين في تونس وسوف تعلمون انها من أخفظ الاجور في الجامعات العربية فقط. لا نتحدث عن تفاهة ما تخصصه الدولة من موازين للبحث العلمي و التطوير

بعبارة أخرى نحن نفوّت في رافعات نهضتنا و تقدمنا و لحاقنا بركب الحضارة ،كما كان يرددها الزعيم الحبيب بورقيبة. نصرف أمولا طائلة على ما لا ينفع بل يضر و نهمل من سينقذنا من التخلف و يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة

ثم آلاف من خريجي الجامعات التونسية وفي كل الاختصاصات هم يهاجرون للفضاء الخارجي وتستفيد منهم دول اخرى وتفقد تونس بهذا النزيف « نخاعها الشوكي » وأدمغتها أساس نهضتها المرتقبة.علاوة على متميزي المعاهد النموذجية و الذين يسافرون للتعلّم دون عودة، الا الشاذ، لوطنهم الذي كونهم

لنواصل اذن الاحتفال بما انتجته الجامعات الأجنبية، حتى و ان كانوا من اصول تونسية، ومنهم الفيزيائي الباوندي وحتى التفاخر بثمرات المخابر التي أبدعوا فيها ، وندير الظهر لتعليمنا و رجاله و نسائه …و انه لحمق حتى الغرق

الأستاذ عميره عليّه الصغيّر