Tunisie

الجوائز الأدبيّة حقل ألغام ثقافيّة – Actualités Tunisie Focus

أقتبس هذا العنوان من عنوان المقال الذي كتبه ابراهيم ناصر المليفي في العدد780- نوفمبر 2023 من مجلّة العربي. كان الرجل ديبلوماسيا لطيفا في معالجة ركن هامّ من أركان الحركة الأدبيّة الإنسانيّة نقتفي فيها، نحن معشر العرب، تقاليد غربيّة و نلبسها، و الحمد لله، الجبّة المميّزة للشخصية العربيّة

و أراني مدفوعا إلى بعض الإضافة في الموضوع بقلم لا يمكن إلاّ أن يكون ديبلوماسيّا مترفّعا عن الشكّ و التشكيك و الوعد و الوعيد، فيبدو لي في المنطلق الذي يكاد الإجماع يكون حاصلا في شأنه أنّ لهذه المسابقات و الجوائز الأدبيّة أفضالا لا تُنكر في نقد الأدب و تقدير المبدعين و تحفيز الهمم و الأقلام. واعتقادي، أوّلا و قبل كلّ شيء، أنّ اللجان المكلّفة بتقييم الأعمال الأدبيّة و الفكريّة هي لجان مكلّفة من الآدميين الذين، و إن اجتمعوا حول اختصاص واحد، قد اختلفوا اختلافا متفاوت الحِدّة في شخصياتهم و تكوينهم و أذواقهم و قناعاتهم قلّما يُفضي بهم إلى الإجماع أو الاتّفاق على الرأي الواحد و بذلك يكون الأمر بينهم موكولا إلى الحجاج ثمّ إلى التصويت حتّى أنّ الترشّح أمام هذه اللّجان يكون مرهونا في غالب الأحيان إلى ضرب من الحظّ لأنّ نتائج اللجان تكون في الغالب مختلفة، من دورة إلى أخرى، باختلاف الأعضاء المكوّنين لها

هذا إذا افترضنا في تكوين اللجان نزاهة من المشرفين عليها في اختياراتهم و نزاهة في أعضاء اللجان في قراراتهم. و مع ذلك فإنّ الكلام متواتر في سياسات مصلحيّة في تعيين اللجان و قرارات مصلحيّة في نتائجها

و الرّأي عندي أن لا يغترّ الفائز بالجائزة و أن لا يشتري بها في سوق الأدب ألقاب السردكة والإمارة و السلطنة و العبقريّة و أن لا ينهزم المحروم من الجائزة انهزام اليائس أو الغاضب أو المعقّد فليست أحكام اللجان، حتّى النزيهة منها، إلا أحكاما بشريّة وقتيّة تقريبيّة في مسألة معقّدة متعلّقة بتذوّق النقد و الأدب و الفنّ

الدكتورالهادي جطلاوي