الشبكة التونسية للحقوق والحريات تدعو إلى إطلاق سراح معتقلة الرأي سنية الدهماني
رسالة مفتوحة إلى الرأي العام
أطلقوا سراح معتقلة الرأي سنية الدهماني
🔺مرّت أكثر من ثمانية أشهر على اعتقال المحامية والإعلامية سنية الدهماني بعد عملية استعراضية غير مسبوقة، تم خلالها اقتحام دار المحامي من قبل عناصر أمنية ملثّمة، وفي مشهد أقرب إلى ملاحقة إرهابي خطير، وفي محاولة واضحة لترهيبها والتنكيل بها وبأسرتها. تمثّل هذه الواقعة سابقة خطيرة تعكس نزوع السلطة الحاكمة نحو استعمال أساليب القمع والترهيب لتكميم الأصوات الحرة. ومن باب الإنصاف والتوثيق، 🔺نذكّر الجميع، سواء من يعرفها أو من لم يعرفها، بأن سنية الدهماني هي ابنة تونس، وهي المرأة المتقدة بالحياة والفكر، الحاملة لقيم ديمقراطية وتقدمية، والمدافعة الشرسة عن الحقوق والحريات، وخاصة، حق الاختلاف والتعايش السلمي
🔺عُرفت سنية الدهماني لدى التونسيات والتونسيين، كإعلامية بشوشة على شاشات التلفاز، وعُرفت في أروقة المحاكم كمحامية لا تلين في الدفاع عن القضايا العادلة، متشبّثة بمبادئ المهنة النبيلة، ومؤمنة بالحق في التفكير والنقد الحر. إن اعتقالها قد كان نتيجة لمواقفها الشجاعة، وجرأتها في نقد السياسات المتبعة من قِبَل السلطة الحاكمة التي تستهدف كل صوت حرّ وكل رأي ناقد. وها هي اليوم تجد نفسها في ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية، حيث تُلفَّق لها التهم الواهية لتمديد احتجازها في محاولة يائسة لإسكات صوتها الحر وكسر عزيمتها من خلال التنكيل بها وانتهاك كرامتها وحرمتها الجسدية والمعنوية وحرمانها من حقوقها الإنسانية
🔺ونذكر الرأي العام الوطني، بأن يوم 24 جانفي 2025، ستصدر محكمة الاستئناف حكمها في إحدى القضايا المثارة ضد سنية الدهماني في جلسة ستظلّ محفورة في ذاكرة التاريخ. وإنا نعتبر أن هذه الجلسة ستكون اختبارا حقيقياً لما تبقى من قيم العدالة واستقلالية القضاء، ومدى احترام حرية التعبير في بلادنا. فإما أن تُبقي الأمل قائماً في إمكانية الحفاظ على النزر المتبقي من الحريات، أو أن تؤكد سقوط البلاد في مستنقع الاستبداد والقمع
🔺وعليه، نحن، المواطنات والمواطنين المؤمنين بالحرية والعدالة، إذ نحيّي سنية الدهماني على صبرها وصمودها، ونجدد إيماننا بالمبادئ والقيم التي تدافع عنها فإننا نتوجه بهذه الرسالة المفتوحة، من أجل أن
🔶- نعلن مساندتنا المطلقة وغير المشروطة لها ولكل نفس حر في بلادنا، ونؤكد التزامنا بكل أشكال النضال السلمي للدفاع عن حقها المشروع في الحرية ووقف كل أشكال التنكيل التي تتعرّض لها منذ أكثر من ثمانية أشهر
🔶- نطالب القضاء بتحمّل مسؤوليته التاريخية في الدفاع عن استقلاليته، وندعو القضاة إلى تحكيم سلطة القانون بعيداً عن أي ضغط أو ترهيب من قبل السلطة أو حاشيتها كي لا يتحوّل القضاء إلى أداة لخدمة مصالح ضيّقة أو للتغطية على انتهاكات الحقوق والحريات
🔶- نطالب السلطة الحاكمة بالكفّ عن استهداف معارضيها باستخدام أساليب القمع، ونذكّرها بأن من سبقها وسلك هذا النهج قد فشل لأن الشعوب لا تُحكم بالبوليس والسجون، بل بالعدل وضمان الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية
🔶- ندعو جميع التونسيات والتونسيين للانخراط في حملة مناصرة المعتقلة سنية الدهماني والمطالبة بإطلاق سراحها فوراً ووقف جميع التتبعات القضائية ضدها
🔺إن هذه اللحظة التاريحية الدقيقة التي تمرّ بها بلادنا، تتطلب وقوفنا جميعاً دفاعاً عن قيم الحرية والعدالة ورفض كل مظاهر القمع والاستبداد. وإن إطلاق سراح سنية الدهماني، ليس فقط، إنصافاً لشخصها بل انتصارا لقيم الديمقراطية التي ناضل من أجلها أجيال من شعبنا وقدم شهداءً دفاعا عنها