Tunisie

موجة رفض و استهجان لتصريحات دونالد ترامب الذي يريد السيطرة على غزة

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء خلال مؤتمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه يعتزم السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، حيث قال « الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة »، موجة كبيرة من الاستهجان والغرابة والرفض في العديد من الدول

في الآونة الأخيرة، تتالت تصريحات ترامب بخصوص غزة حيث رأى « تحويلها إلى ريفييرا » وقبلها بأيام اقترح إعادة توطين الفلسطينيين في الأردن ومصر قائلاً إنه يريد « تطهير » القطاع ونقل سكانه إلى الدول المجاورة

إزاء هذه الإعلانات والتصريحات، عبّرت مجموعة من الدول رفضها الحازم لأي جهود ترمي إلى « إعادة توطين » الفلسطينيين

وزراء الخارجية العرب يعلنون من القاهرة : رفض أي مقترحاتٍ تهدد حقوق الفلسطينيين

أصدر وزراء خارجية الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر بيانا واسع النطاق يوم السبت  الفارط، معتبرين أنهم يأملون في العمل مع ترامب بشأن حل الدولتين في الشرق الأوسط ورافضين فكرة توطينهم

وأكد وزراء هذه الدول الالتزام بإعادة بناء القطاع مع ضمان استمرار وجود الفلسطينيين في وطنهم.

وكتبوا بعد اجتماع لوزراء الخارجية في القاهرة أن الدول : ترفض بشدة أي أعمال تهدد حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، والإخلاء القسري، وهدم المنازل، وضم الأراضي، أو تشريد الفلسطينيين من خلال الطرد المباشر أو الهجرة القسرية

وصرّح مسؤول عربي لشبكة « سي. ن .ن » أن تصريحات ترامب قد تعرض للخطر وقف إطلاق النار الهش واتفاق إطلاق سراح الرهائن في غزة، قائلاً : من الضروري أن ندرك التداعيات العميقة لمثل هذه المقترحات على حياة وكرامة الشعب الفلسطيني، وكذلك على الشرق الأوسط الأوسع

الدول الغربية تؤيد « حل الدولتين » وتعارض أي تهجير للفلسطينيين

وفي ردود الفعل الغربية، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه يجب ضمان أن يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم. ونعتقد أنه يجب أن نشهد وجود دولتين وأن يعيش الفلسطينيون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية

في فرنسا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان « فرنسا تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملا رئيسيا لزعزعة استقرار شريكينا المقربين، مصر والأردن، والمنطقة بأسرها أيضا

أضاف لوموان أن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية

أما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس فقال «  »أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين وسكان غزة ويجب أن يبقوا فيها ». وأضاف : غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها

وأدلى وزير الخارجية الإيرلندي سايمون هاريس ببيان قال فيه « شعب فلسطين وشعب إسرائيل لهما الحق في العيش في دولتين آمنتين جنبا إلى جنب، وهذا هو الذي يجب أن ينصبّ عليه التركيز. وأي فكرة لتهجير سكان غزة إلى أي مكان آخر تتناقض بشكل واضح مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ».

واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن التسوية على أساس حل الدولتين هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط

أما الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فرأى أن مقترح ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة والسيطرة على القطاع الذي مزقته الحرب « ليس منطقياً ». وتساءل خلال مقابلة إذاعة محلية  » « أين يعيش الفلسطينيون؟ هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه… الفلسطينيون هم الذين يتعين عليهم الاهتمام بغزة

وفي ألمانيا، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن القطاع « ملك للفلسطينيين » وينبغي أن يكون « كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية » جزءا من « الدولة الفلسطينية مستقبلا ».

صرّحت بيربوك في بيان أن « السكان المدنيين في غزة ينبغي ألا يطردوا وينبغي ألا تخضع غزة لاحتلال دائم أو للاستيطان من جديد

وفي أستراليا، صرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن حكومته تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وأضاف « موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي »، وأردف قائلا « الحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين

وفي الأمم المتحدة، اعتبر المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين أن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع « مفاجئ جدّا ». وقال فيليبو غراندي في بروكسل إنه « من الصعب جدّا التعليق على هذه المسألة الحسّاسة جدّا »، مشيرا إلى أنه « أمر مفاجئ جدّا، لكن لا بدّ من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع

وصرحت وزارة الخارجية الصينية بأنها تأمل  » اعتبار وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع، فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين ».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اعتبر أن » تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة غير مقبولة »، وأن أي خطط لترك الفلسطينيين « خارج المعادلة » ستؤدي إلى تأجيج الصراع