Tunisie

لماذا لم تجنبت تونس ذكر دونالد ترامب ؟

وزارة الخارجية التونسية تفطّنت لدعوات تهجير سكان غزّة و أصدرت اليوم بيانا

لكنّها لم تذكر ولو مرّة واحدة الولايات المتحدة الأمريكية في نصّ بيانها و الحال أنّ رئيس هاته الدولة هو ألذي أطلق هذه الدعوة و هو ألذي يكرّرها كل يوم منذ حوالي أسبوع

هل خضعنا لجبروت ترامب و تهديداته و إنتهينا بعد ؟ هل أصبح وضع بلادنا يحتّم علينا تحاشي بلورة مواقف واضحة من الوضع الدولي و الإكتفاء بنصوص مبهمة تكاد تكون بلا طعم أو رائحة و لا تبرز منها خيارات وطنية سيادية مشرّفة بالنظر لإلتزامات بلادنا التاريخية تجاه القضية الفلسطينية و تجاه القضايا العادلة في العالم ؟

ثمّ هل لا نربط بين ما يتعرّض له الغزّاويّون و ما يتهدّدنا نحن في تونس و في مجمل بلدان المغرب العربي حيث من السذاجة و الغباء أن نعتقد أننا غير معنيّون بالإستراتيجية الأمريكية الصهيونية بالشرق الأوسط خاصة بعد رجوع ترامب إلى البيت الأبيض ؟

تونس كانت منذ إستقلالها بلدا معتدلا و صديقا لأوسع الطيف الأممي، لكنها كانت دوما صريحة في تضامنها مع الشعوب المستعمرة و المناضلة من أجل حقوقها الوطنية. و الدولة التونسية لم تكن تخفي مواقفها و لم يخفت صوتها في وجه المعتدين كانوا من كانوا . و كانت تشير إليهم مباشرة و تشارك في ضبط اللوائح الدولية لإستنكار أفعالهم المشينة و تصوّت ضدّهم في المنتظم الأممي

مثل تلك السياسة و مثل تلك المواقف وحدها تسمح بالحديث عن السيادة الوطنية

عدنان الحاج عمر