محمد عبّو يسأل عن الوطنية

الوطنية هي إحساس داخلي يصعب كشفه، اللهم بمتابعة سلوك الشخص لسنوات وإذا ما توفرت فرصة لاختبار تعلقه بوطنه واستعداده للتضحية من أجله، وقد لا تتوفر هذه الفرصة للشخص من بداية مساره المهني إلى تقاعده
أما النشاط العادي للموظف فتقييمه يكون بمفاهيم أخرى كالانضباط والكفاءة والقدرة على إيجاد الحلول والنزاهة والبعد عن الشبهات
هناك شرط في القانون أكثر موضوعية وجدية من البحث عن مشاعر الحب للوطن، وهو « حسن السيرة والأخلاق » بالإضافة إلى نقاوة السوابق العدلية. هنا تقوم الإدارة ببحث إداري أمني ويتم هذا عمليا في الانتدابات في الأسلاك النشيطة أو بعض الوظائف الحساسة، ومن المفروض أن التقارير السلبية يكتب فيها ما يمكن أن يشكل خطرا أو يتسبب في ضرر عند انتداب المرشح
الأمر يختلف عند الترقية وعند التسمية في الخطط الوظيفة التي تسند بعد سنوات العمل والتجربة حيث يمكن أن تستندا آلى تقييم يخص معطيات ملموسة كالأداء المهني والكفاءة والدورات التكوينية والانضباط، أما التحلي بالوطنية أو ضعف الوطنية فلا يصح أن تكون موضوع تقرير ولا استنتاج ولا تقييم
المشكلة أن مفهوم الوطنية نفسه يصعب الاتفاق عليه
لنطرح بعض الأسئلة
هل يعتبر وطنيا من يرى بلاده تدار بطريقة عبثية وخارج الشرعية ويرى أبناء وطنه يساقون إلى السجون بقرارات قضاة ينفذون التعليمات خوفا على أنفسهم وتفضيلا لمصلحتهم على مصلحة العدالة والضحايا، ولا يعلن رفضه القطعي؟
هل من يعين الظالم على ظلم أبناء وطنه وطني ؟
هل يمكن اعتبار أنه وطني من يعطل تشكيل المحكمة الدستورية بما يعرض البلاد لفوضى في صورة حصول مكروه له وقيام حالة الشغور ؟
هل أن من لا تعنيه البلاد إلا وهو حي ولا يعنيه مصيرها والفوضى المحتملة بعده، وطني؟
هل أن من يبرر هذا على فداحته يمكن اعتباره وطنيا؟
محمد عبّو
