Tunisie

ما دامت حماس تقود المعركة فلا فلاح يُنتظر

لأننا نعتبر القضية الفلسطينية قضية كل انسان حر يكره الظلم والاستعمار فأننا نتعاطف معها وحتى نسعد لانتصاراتها ونحزن لانتكاساتها فما بالك اذا كنّا منهم واذا كانت حربا تدميرية عليها من الصهاينة لا تستثني بشرا ولا حجرا، ولا اعتقد ان احدا عاقلا يجادلنا في ذلك.اما ان يطلب منا تجميد عقولنا والرقص مع الراقصين فهذا لا لأننا نحترم انفسنا وأن كان لنا تقييما آخر للحرب على غزة و عملية 7 اكتوبر فلا يعني البتة أننا نضع انفسنا موضع الناصح أو العارف بالامور كلها، فقط غيرة على القضية.مع التذكير ان عملية طوفان الاقصى قامت بها اساسا المنظمة الاخوانية حماس وليس غائبا عنا هنا ما ابداه المقاومون الفلسطينيون من بسالة وما اثبته عامة سكان غزة من صبر وقدرة على التحمل من الدمار والقتل الذي صبه الصهاينة عليهم.كذلك ليس هناك بشر في ظننا له ذرة إنسانية ان لا يسعد باتفاق على إيقاف المجزرة

يبقى الان التساؤل عما ربح الفلسطينيون من طوفان الاقصى؟ فقط ربما شد الراي العام العالمي للقضية الفلسطينية،دون نتائج ملموسة على المستوى السياسي، وتعاطف فئات واسعة في العالم دون تأثير فعلي على مواقف حكوماتها من القضية. واطلاق سراح مئاات السجناء

غير ذلك لا شيء الاّ خراب غزة ومئات الالاف من القتلى والمشردين.علاوة على تدمير حلفاء القضية في سوريا ولبنان

صحيح حرب التحرير معارك وليست معركة واحدة وصحيح كذلك الحرية تفترض شهداء،على شرط أنّ من يقود معركة التحرير يكون في مستوى النضج السياسي والفكري لفهم العالم وموازين القوة فيه لدحر المستعمر والانتصار عليه ، ويقيّم ما يفعله بكل جرأة ويقرّ باخطائه وجهله اما ان يكون القائد فاقدا لتلك الشروط وهنا الاخوان المسلمين ومن هم على عقيدتهم تحركهم العواطف وتخيّلهم ان الملائكة تحارب معهم وان القدر يقف دائما في صفهم وان صيحات التكبير كافية لقلب موازين الحرب،فانهم لن يحصدوا الا الخيبات وسيعيدون المصائب متكررة على من هم تحت سلطتهم من شعبهم

عميره عليّه الصغيّر