في هذا اليوم ، حتى المسرح رمز الفن والحرية، لم يسلم من التصفيق الرديء للسلطة
نحن أمام أسوأ مشهد في تاريخ التصفيق للسلطة، من حيث الإخراج والاستيتيقيا. بضعة أنفار، فتح لهم المسرح البلدي شرفته ليعلّقوا صورًا ضخمة للرئيس، ويُحاكون احتفالًا شعبيًا لم يوجد أصلًا. مشهد رديء، فقير بصريًا وسياسيًا، بلا حرارة ولا فكرة، كرنفال من الفراغ تُراد له قداسة مصطنعة
لم يعد يوم 25 جويلية عيدًا للجمهورية فحسب، بل عيدًا للسلطة نفسها، عيد “تصحيح المسار”، وعيد الدستور الجديد، واليوم الذي تحوّل إلى ذكرى شخصية تتضخم فيها الذات وتُمحى فيها الجماعة
حتى المسرح، رمز الفن والحرية، لم يسلم: تحوّل إلى ديكور للزعيم، لا منبرًا للناس. وكل شيء من حوله بدا مصطنعًا، باهتًا، خاليًا من المعنى. الجمهور؟ حفنة من الوجوه المُنهكة، خزان التصفيق الأبدي، الذين صرخوا لكل سلطان… وتماهوا مع كل خطاب، فقط لأنهم اعتادوا أن يُقادوا لا أن يختاروا
والمفارقة أن هؤلاء أنفسهم ضحايا هذه الجمهورية: جرّدتهم من الكرامة، ثم استعملتهم كديكورٍ رمزي، لتُشرعن فشلها مرة أخرى
في هذا اليوم، لا نحتفل بالجمهورية، بل نرثيها. نرثي سقوط الفكرة، وسقوط المعنى، وسقوط الاستعراض نفسه في وحل الرداءة
الأستاذ سامي بن غازي
************


