Tunisie

الدروس المُتخلّفة حول وضع المرأة تُهدّد مكاسب المرأة التونسية

يُواصل المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة متابعة كل الأحداث التي من شأنها المساس من الطابع المدني للدولة التونسية
وفي هذا الصدد، فإنه يُسجّل باستغراب كبير الدعوة التي وجهتها وزارة الشؤون الثقافية، في إطار الأسبوع الثقافي الإيراني ـ التونسي، إلى نساء إيرانيات لتقديم مداخلات حول : مكانة المرأة في المجتمع الحديث: التجربتين التونسية والإيرانية

ويُؤكد المرصد في هذا الصدد أن الوضع المُتطوّر والناجح للمرأة التونسية ليس مجرّد تجربة، وإنما هو نتيجة عمل جبّار قامت به نخبة من المستنيرين التونسيين أمثال الطاهر الحداد والهادي العبيدي والحبيب بورقيبة ضد الفكر الرجعي والمُتزمّت أدى إلى إرساء قانون وضعي مُتقدّم يتمثّل في مجلة الأحوال الشخصية التي قفزت بمكانة المرأة التونسية وبتحرّرها مقارنة بمثيلاتها في كافة البلدان العربية والإسلامية، والتي تُعدّ من أهمّ مكاسب الشعب التونسي في القرن الماضي ومصدر اعتزاز وفخر لبلادنا بين الأمم

كما يعتبر المرصد أن وضع المرأة التونسية هو الذي يُفترض أن يكون المنارة التي يقتدي بها المُشرّعون في سائر الدول المتخلفة. ويُذكّر هنا أن المرأة الإيرانية، التي كانت مُتحررة إلى حد كبير في عهد الشاه، لا تمثل بأي حال من الأحوال مجالا لمقارنته بمكانة المرأة التونسية. فالنظام الإيراني التيوقراطي فرض قوانين لا تمنع عن المرأة حق طلب الطلاق فحسب، بل هي تسمح بتعدد الزوجات وبالزواج العرفي وزواج المتعة وزواج القاصرات، بمن فيهنّ الصغيرات، وبغير ذلك من القوانين المهينة للمرأة، هذا فضلا عن ممارساته القمعية ضد أي صوت نسوي مناهض لهذا الوضع

ويعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة أن مثل هذه الندوات التي ترعاها الحكومة تهديد خطير لمكتسبات المرأة التونسية وللطابع المدني لبلادنا

عن المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة
الرئيس
منير الشرفي