Tunisie

السيادة وخرجة بوسعدية

موجة أخرى انفعالية حول موضوع السيادة وبيانات ما أنزل بها من سلطان لان نائبا أمريكيا أنزل تدوينة ينتقد فيها الوضع التونسي

طبعا انا مثل غيري ضد كل تدخل أجنبي في شؤون تونس، من ذاك او غيره، ولكنني أيضا ضد النفاق

فلو كان نفس الامريكي أنزل تدوينة مدح فيها تونس لتهاطلت تدوينات الارتياح و »شفتم ماذا يقولون عنا » ؟؟ إلخ
أما لو قال شيئا عن الرئيس حتى كذبا من نوع أنه صاحب افكار وأدوار لخرّ الجماعة صرعى كما تصرع حضرة سيدي منصور المسكونين بجماعة تحت باسم الله

هذا مقام النفاق الاول

مقام النفاق الثاني: بلد يعيش بالديون الخارجية ويزيد منها وفيه من يعتقد أنه يستطيع الحديث عن السيادة؟ ويسبّ ويشتم مانحيه. هل تكون سيدا وانت مرتهن؟ خاصة وان ديونك ليست للاستثمار في التنمية بل شؤون العيش

مقام النفاق الثالث: خطاب يكون فيه  » نحن ولن ولا نقبل ان يحصل هذا ونحن ضد ذلك وصادقون وعلى العهد والخ » …كما سمعت من أحد « السياسيين » المتحمسين…خطاب مثل هذا اذا لم تتبعه أفعال أو قدرة على الافعال هو نفاق في الاصل وخرجة بوسعدية في الشكل

مقام النفاق الرابع:  » إننا ثابتون وهذا موقفنا ونقوله في وجه العالم الخ… » هكذا قالت بعض البيانات. حسنا واذا كان العالم لا يهتم بك لان لا قوة لك لكي يكون لك مكان في العالم؟ فما قيمة هذا التصريح؟ انهم لا يسمعونك ولا يلتفتون إليك …أصلا…

المهم ليس أن تقول ما تريد لكي تكون سيدا…حتى المجنون يفعل ذلك…المهم هو أن تكون القدرة والمقام بين الدول في مستوى ما تقول

الله يرحم الحبيب بورقيبة. وكانه لم يكن من هذه الامة. خطابه الشهير الذي أدّب فيه شقيقه المرحوم القذافي هو مرجع في موضوع السيادة

فالسيادة الحقيقية لا تتحقق الا بالقدرة الاقتصادية والعسكرية والعلمية والذكاء الجيو-استراتيجي موش بالهستيريا والانفعالات هي عمل متواصل وعادة الكلام فيه شوية والفعل ياسر

بقلم محسن مرزوق