Tunisie

على من تكذب وزارة خارجيتنا عندما ترد على انتقادات الأمم المتحدة !؟

قديمًا قالوا، إذا لم تستحِ فقُل ما شئت

وهي مقولة تنطبق تمام الانطباق على بيان وزارة خارجيتنا المُخجل للرد على انتقادات الأمم المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا

هل اطّلعت وزارة الخارجية قبل صياغة ردّها المُخزي على بيانات جمعية القضاة التونسيين الأخيرة التي تعرضت لما يتعرض له القضاء من تدمير وتنكيل وترذيل وإهانة وتوظيف قذر على يد الرئيس قيس سعيّد، دون أن تجرؤ أية جهة رسمية على تكذيبها أو الرد عليها؟

هل تعتقد وزارة خارجيتنا أن الأمم المتحدة لم تطّلع على تلك البيانات؟

هل اطّلعت وزارة خارجيتنا على الأحكام التي أصدرتها المحكمة الإفريقية للشعوب الذراع القضائي للاتحاد الإفريقي التي تعترف بلادنا بشرعيتها، ضد الانتهاكات التي ترتكبها دولتنا؟

هل تعتقد وزارة خارجيتنا أن الأمم المتحدة غير مطلعة على تلك الأحكام التي واجهتها دولة العلوّ الشاهق بالتجاهل رغم طابعها الإلزامي؟

على من تكذب وزارة خارجيتنا عندما تكتب بأنّ الذين تمّت إحالتهم على القضاء، جرى ذلك بتقدير مستقل من القضاء؟

والحال أنّ الجميع شاهد رئيس الجمهورية يخرج في موقع رئاسة الجمهورية على شبكة فايسبوك يوم 14 جانفي 2023 متحدثا من مقر وزارة الداخلية، ليؤكد بأنه يتابع بنفسه ما سمّي قضية التآمر مهددا القاضي الذي رفض الإذن باعتقال قادة المعارضة لخلوّ الملف مما من شأنه أن يدينهم، وزاعما أن المؤامرة تستهدف اغتياله، وهو ما بيّنت الأبحاث زيفه. ألم يصدر رئيس الجمهورية حكمه ضدهم معتبرا بأنهم إرهابيون ومجرمون أدانهم التاريخ قبل أن يدينهم القضاء؟

ألم يهدد كل قاض يبرئهم بأنه سيعتبره شريكا لهم؟

ألم يعزل 47 قاضيا ظلمًا وعندما أصدرت المحكمة الإدارية قرارات لفائدتهم، رفض تنفيذها والحال أنه المؤتمن الأول على سيادة سلطة القانون وإنفاذه وتنفيذ أحكام القضاء؟

أليس في مجرد نفي الصفة السياسية عن قادة المعارضة المعتقلين واعتبارهم مجرمي حق عام، يقوم لوحده شاهدًا على زيف ادعاءات وزارة خارجيتنا؟

دعنا من قضية قادة المعارضة ومؤامرتهم المزعومة، فرائحتها القذر تزكم الأنوف. لكن ماذا عن عبير موسي الذي ذهبت لإدارة رئاسة الجمهورية في قرطاج مصحوبة بعدل تنفيذ لإبلاغ عريضة تخص شكوى تقدمت بها في المحكمة الإدارية، فتجد نفسها مسجونة ومتهمة بمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة، وكأنه ألقي عليها القبض بعد أن فشل هجوم مسلح شنته على قصر قرطاج للإطاحة بالرئيس قيس سعيّد؟

والأنكى حديث وزارة خارجيتنا عن القذف والثلب وهتك الأعراض، والحال أنها الإنفاق اليومي للممسكين بوسائل الإعلام من حواريّي الرئيس قيس سعيد، الذي لم يترك مناسبة تمر دون ترذيل خصومه السياسيين وتخوينهم ووصفهم بالحشرات، دون أن ننسى القاضية الفاضلة التي اتهمها علنًا بالزنا. وتتحدثون بعد ذلك عن انتهاك الأعراض

هذا غيضٌ من فيض.. آخر ردّي عليه، ما أقلّ حياءكم. أنتم عارٌ على دولتنا وعلى مؤسساتها التي بنتها تضحيات الأجيال المتعاقبة من أبنائها

#يسقط_الاستبداد
#تحيا_تونس🇹🇳

بقلم زياد الهاني